بعد قرار استمرار مسلسل الطاووس: الطاووس قصة معادة ام اعادة محاكاة لقضية الفيرمونت؟
قصة المسلسل
إن لم تسمع عن قصة مسلسل الطاووس من وسائل التواصل الاجتماعي، فببساطة قصته تدرو حول فتاة اسمها “أمنية” على مشارف التخرج من الجامعة، تقع ضحية لجريمة اغتصاب جماعية من قبل شباب ذي نفوذ في المجتمع، الظروف تجمعها بعد ذلك بمحامي تعويضات مخضرم “كمال الأسطول” يحاول مساعدتها لإثبات حقها، لتنقلب حياتهما رأسًا على عقب.
وعلى الرغم من أن قصة مسلسل الطاووس هي قصة سبق وتم تنفيذها في الدراما المصرية، مثل مسلسل رأي عام ليسرا، وفيلم خطة بديلة لخالد النبوي، وغيرهم.
الثيمة التي تدور حول قضية الاغتصاب، والضحية التي تقع في شباك مجموعة من الشباب أبناء مشاهير وأصحاب نفوذ في البلد، فيبدأ الصراع بين الكفتين، ويستمر حتى النهاية التي تحمل إجابة لسؤال: من المنتصر هل قانون الدولة أم قانون الغابة؟
الطاووس قصة معادة أم إعادة محاكاة لقضية الفيرمونت؟
قضية فتاة الفيرمونت، انتشرت قصتها بشكل واسع في يوليو ٢٠٢٠، عندما تم التصريح على إحدى الصفحات المهتمة بقضايا المرأة، وبدون ذكر اسم الضحية، عندها صرحت احدي الصفحات عن تفاصيل الواقعة التي حدثت عام ٢٠١٤، والتي تتلخص في إعتداء جماعي على فتاة في فندق الفيرمونت، ومن ضمن تفاصيل الواقعة أن الفتاة كانت فاقدة للوعي بسبب مخدر، وتم تصويرها وتَعمُد تشويه جسدها. وبعد ذلك تحولت القصة إلى قضية رأي عام، وتم المطالبة بمحاسبة المتورطين في الإعتداء، والإجراءات القانونية مستمرة حتى الآن في القضية.
بالنسبة لمسلسل الطاووس فهو تقريبًا يحمل نفس ملابسات القضية، ولكن مع تعديلات بسيطة، وهي أن الفتاة بسيطة من طبقة فقيرة وتعمل في مكان الواقعة، على عكس القصة الحقيقية التي كانت فيها الفتاة من طبقة غنية، وكانت في مكان الواقعة مع أصدقائها لقضاء وقت ممتع، وأيضًا مكان الواقعة مختلف في المسلسل كان في فرح شاب في الساحل الشمالي وليس بفندق.
من الطبيعي أن يكون هناك اختلافات في الحبكة الدرامية كنوع من الاستمالات العاطفية للجمهور، فبالتالي يتعاطف أكثر مع الشخصيات. وعلى الرغم من أن صناع المسلسل لم يُصرحوا أن قصة المسلسل تحمل أي تشابه مع قضية الفيرمونت، إلا أن توقيت عرض المسلسل مع التفاصيل التي عرضتها سلفًا في القصة، وأيضًا إعلان أن صناع “الطاووس” سيتم التحقيق معهم، جعلت رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتأكدون من تخميناتهم!
ما المميز في الطاووس وهل يستحق المشاهدة؟
المسلسل بدأ بالتركيز أكثر على المحامي “كمال الأسطول” والذي يقوم بدوره جمال سليمان، محامي تعويضات شريف، يعيش وحيدًا في بيته بالأسكندرية، ويبحث عن قضايا الناس من الطبقة الكادحة كي يساعدهم في أخذ حقوقهم.
لم نتوغل كثيرًا في تاريخ الشخصية، خاصة أن أقرب الشخصيات له هي جارته “ماتلدا” تقوم بدورها سميحة أيوب، ويمكن عقب ذلك يكون في تفاصيل أخرى ستظهر عن شخصية المحامي خاصة بعد ظهور فتاة ليل تتواصل معه ولم يتم توضيح مدى العلاقة بينهما.
شخصية “أمنية” والتي تقوم بدورها سهر الصياغ، أيضًا لم يتم التوغل كثيرًا في تفاصيلها أو تاريخها، كل ما ذُكر عنها أنها تعيش في حارة، مع والدها وأختها، وتصرف على نفسها وعليهما.
كان واضح من البداية أن المسلسل يريد تسليط الضوء على القضية فقط، حتى أن الاعتداء حدث في الحلقة الأولى. وحتى الآن الأحداث تمشي بوتيرة معتدلة، وتتصاعد بشكل ملفت.
والمميز أن تركيز القضية على محور “فقدان الوعي” للمعتدى عليها، فحتى وإن كانت في حالة تخدير وفقدان الوعي فهذا ليس مبرر أبدًا للمتعدي أن يغتصبها رغمًا عنها!
لن نستطيع القول أن المسلسل يحمل قصة معادة، لأن قضايا الإعتداء الجنسي هي قضايا مهمة، تستحق أن نسلط الضوء عليها كل فترة، لزيادة الوعي حولها، حتى لو الثيمة معادة، لكن المهم أنها لا تضر بالحبكة الدرامية أو بالأحداث وتجعلها تفقد جزء التشويق الدرامي لأن هذا المطلوب في أي عمل فني.
المخاوف المتوقعة من مسلسل الطاووس
حتى لحظة كتابة المقال، المسلسل أحداثه جيدة ومشوقة نوعًا ما، هناك الكثير من الأحداث المتوقعة وأحداث أخرى غير متوقعة، فالتوازن إلى حد ما مستمر.
أم التخوف الأول هو أن المسلسل قد يقع في فخ ال ٣٠ حلقة، فيحدث تطويل بلا داعي في الأحداث، والتخوف الثاني هو ببساطة “كليشيهات الدراما المصرية” فحتى الآن الشخصيات مسطحة وأحادية، الشرير يقوم بأفعال شر فقط، والطيب لا يفعل إلا كل ما هو طيب!
المحامي الشريف “كمال الأسطول” الذي يواجه صديق عمره “ضياء شاهين” وهو محامي أيضًا ولكن غير شريف، وهو أب أحد المتورطين في الإعتداء. وتظهر أيضًا صحفية تبحث عن الحقيقة دومًا وتواجه مدير التحرير المراوغ والذي لا يحب القصص الجادة للنشر، أم الشباب المتورطين في قضية الاغتصاب فكل أفعالهم غير محسوبة ومتهورة، وأمنية الضحية المغلوب على أمرها والطيبة لحد السذاجة، بالضبط كتفاصيل شخصيات أخرى شاهدنها سلفًا. ولكن لن نتسرع في الحكم المسبق، فقد يحدث أشياء غير متوقعة وقد نتعرف أكثر على الشخصيات عن كثب ويحدث تحول لها!
ولكن كل ما أتمناه أن لا تكون النهاية “كليشيه” أو تحمل رسائل محفوظة ومكررة، فليس دائمًا النهايات في مثل هذه القضايا تكون عادلة!
مقالات ذات صلة

من يوميات شابة في السبعين/ حكايتى مع الزمان
2843 0النهاردة كنت قاعدة باسمع اغنية لوردة الجزائرية اسمها حكايتي مع الزمان

"ذات" هى هوية
1972 0إتباع الشغف هو طريق طويل من النجاحات والاخفاقات. وكمان بيتطلب مننا أننا نخرج بره مساحة الأمان ونكتشف...

“فضة إيجيبت”.. مزيج من الشغف والإبداع!
484 0بعض الناس بتعتقد إننا لازم نركز على هدف واحد بس في حياتنا، ونمشي ورا شغف واحد بس. لكن الحقيقة إننا ن...

ازاى اخرج من علاقتى المؤذية؟
540 0ده سؤال بيدور جوا عقل كل بنت فى علاقة مؤذية، ودايما بنحس اننا بنلف فى نفس الدايرة
شكراً لك
شكرا علي تفاعلكم معنا. هنراجع الكومنت و ننشره خلال ٢٤ ساعة.
The form contains errors