01 ديسمبر 2022 404 0  

بسنتي الثانية في الجامعة, سأل أستاذي سؤالًا عابرًا عن مسرحية العاصفة لشكسبير. وهي مسرحية أحب بل أعشق. حاولت رفع يدي بينما يصارعني القلق والخوف. وردد عقلي بأنها فكرة غبية

"سأبدو حتمًا شديدة البلاهة أن تحدثت أمام كل هؤلاء الناس".

فسكنت وصمت .

 

أقابل يَوْمِيًّا كثيرا من النساء في مثل حالتي، يخافون التعبير عن ذواتهن أو أخذ المبادرة والحديث أمام الجمهور. ومنهن من يخاف مجرد الكلام.

ولهذا عديد من الأسباب المنطقية والمقبولة. منها الخارجي فيما يخص المجتمع وخصوصًا مجتمعنا العربي حيث تقع المرأة فيه فريسة سهلة للانتقادات على أصغر وأتفه الأشياء. فور أن تفتح المرأة هنا فاها يصطف حولها المعترضون والمنتقدون. ومنها الأسباب الداخلية الخاصة بألاعيب العقل. وأما الأخيرة فلا سبيل للقضاء عليها إلّا بتعزيز ثقة النساء بأنفسهن. ولا تتعزز ثقة الإنسان إلا من داخله، ولهذا حيل كثيرة ابتُدعت، ومن أنجحهم قاعدة الخمس ثوان.

 

بحل بسيط تقضي المحامية الأمريكية ميل روبنز على القلق والمخاوف التي يصنعها العقل ويغذيها أمام بدء الفعل وتعزز ثقتها بنفسها. تقول في كتابها قاعدة الخمس ثواني The 5-second rule "إذا كانت لديكِ النية لفعل شيء ما، يجب عليكِ التحرك في غضون خمس ثوان وإلا فسوف يوقفك عقلك".

أكدت روبنز أنكِ تحتاجين فقط للعد التنازلي بصوت مسموع من الرقم 5 إلى 1 لأخذ المبادرة والقيام بأمر ما من دون تردد. حيث يجعلكِ العد تصبّين تركيزكِ على المهام التي تودين إنجازها من دون الشعور بالخوف أو القلق ولا يجد عقلك حينها الوقت الكاف لاختلاق الأعذار وحياكة العوائق.

وهذه الخدعة ليست مناطة فقط بالتحديات الصعبة، وإنما صالحة للاستخدام في كل المهام اليومية. كالنهوض من السرير صباحًا أو ممارسة الرياضة بلا تأجيل، قراءة كتاب ما، أو التعرف على أحدهم. وبالفعل يمكنكِ استخدامها في التوقف عن عادة سيئة.

 

التغيير ليس سهلًا ولكنه بسيط. ستكتشفين كمْ تصبح الأفعال والمهام اليومية في غاية السهولة بلا تأجيل وتسويف أو قلق وخوف. وفي كل مهمة منجزة ستزداد ثقتك في نفسك ويعلو احترامك لذاتك.

خمس ثوان فقط قادرة على تغيير يومك، ويوم واحد قادر على تغيير حياتك، وحياتك قادرة على تغيير العالم كله.

إنكِ فريدة، فاجعلي العالم يرك.

5

4

3

2

1

اتحركي!