كيف بدأت لعبة "شد الحبل"؟
كيف بدأت لعبة "شد الحبل"؟
أشعر في كثير من الأوقات بأنني أبذل جهودًا كبيرة للتعامل مع بعض الأشخاص في حياتي. في بداية الأمر، ظننت بأنني لا أجيد التعامل من الأساس، وبأني أعاني من بعض المشاكل بسبب عدم اجتماعية شخصيتي وطباعي، لكن لاحقًا أدركت بأنني اتعامل مع ذلك النوع من الشخصيات التي تسمى "الشخصيات المتلاعبة"، انتشر ذلك المصطلح كثيرًا مؤخرًا، أليس كذلك؟. يشعروني دائمًا بأنني لا أعلم نواياهم تجاهي، وتراودني بعض الشكوك عن كيف يرونني حقًا. أيام أشعر أنني فوق السحاب، أحلق بكل رقة، وبأن العالم قد لا يسعني من كم الحب الذي أراه في أعينهم، وأيام أشعر بأنني لا شئ أبدًا.
بينما أحاول الاقتراب، يبتعدون. وحينما يغمرني اليأس حولهم، ابتعد، فيقتربون ثانية. وكأننا نلعب "شد الحبل". أحيانًا تلك الألعاب تكون ممتعة، تعطي معنىً في حياتي، وتخبرني القليل عن نفسي وتجعلني اكتشفها حقًا، وأحيانًا، ترهقني تلك الألعاب، بدءًا من جسدي، مرورًا بعقلي، وقلبي. أدخل في دوائر لا نهائية من الحيرة، وأعود بلا أي شئ.
الأفعال لا تتماشى مع الكلمات الجميلة!
أدركت مؤخرًا أن من سمات تلك الشخصيات، هو أن كلماتهم الرائعة لا تتماشى أبدًا مع أفعالهم. لا أعلم إذا كان ذلك بدافع الخوف مثلًا أو عدم التأكد من حقيقة مشاعرهم إما بغرض التلاعب فعلًا، ولكن نتيجته النهائية هي أننا نشعر بالتلاعب، وببعض العلامات المتضادة، التي ترسل لك الإشارات وعكسها في آنِ واحد. فيمكن لكلماتهم أحيانًا أن تجعلك تشعرين بأنك ملكة، ويمكن لها أيضًا أن تجعلك تشعرين بأنك شخصًا لا يستحق الحب أو لا يستحق أي جهود. أحيانًا أياديهم ولمساتها تشعرك بالدفء، وأحيانًا لا تفعل أي شئ سوى أنها تحرقك.
تسوُل مشاعر الأمان!
أثناء التعامل مع هذا النوع من الشخصيات، نشعر أحيانًا وكأننا نتسول الأمان منهم. فكم مؤلم هو التفكير في أن الأشخاص القريبين إليك، لا تعرف مشاعرهم الحقيقية تجاهك، يجعلك تتمنى لو تشعر بالأمان ولو لمرة، أو بأنك مرغوب من ناحيتهم بغض النظر عن تلك الأفعال.
الأدوار المفضلة:
أحيانًا، يقوم المتلاعبون العاطفيون بلعب دور الضحية، فتلك هي الأدوار المفضلة لديهم، ليجعلونك تشك في حقيقتك وتشعر بالتوتر والقلق ما إذا كنت شخصًا جيدًا أو كافيًا أم لا، وبينما أنت في حالة من الحزن بسببهم، يبدأون بإلقاء اللوم عليك لتشعر أنك تعاني مشكلة ما.
سحب الكرسي في أوقات مجهولة!
بينما تتعامل مع هذا النوع من الشخصيات، فإنهم في بعض الأوقات يجعلونك تشعر وكأنك لديك سند في الحياة، وبأنهم وراءك مهما حدث، يمكنك الاعتماد عليهم واللجوء إليهم في أي وقت. وأوقات أخرى تشعر وكأنكم في علاقة سطحية وبعيدة كل البعد. وكأنهم يمسكون في كرسي من خلفك يضعونه أحيانًا، ويسحبوه -بينما تحتاج إليهم- في أحيان أخرى.
تحرر من تلك القوقعة:
من المسلمات في هذا العالم، أننا يمكننا التحكم في أي قرار عقلاني في حياتنا، ولكنه من الصعب أخذ قرارات قاطعة في الأمور التي تخص القلب. وكأننا نترك قطعة من روحنا ونودع أحلامًا جميلة. ولكن كي لا ننهي تلك الأحلام بكابوس مرعب، وتساؤلات لا نهائية عن نفسنا، يجب أن نخرج من تلك القوقعة، وألا نترك ذلك القلب في قبضة أحدهم وانتظار أي إشارة منه، إما سيدلل ذلك القلب بين يديه، أو سيعصره ويتلفه بين أصابعه!
- اعلم قيمتك جيدًا، وآمن بالتأثير الذي تتركه في حياة الناس، صدقه وثق به. ولا تدع أحد يزعزع تلك الثقة.
- لا تحاول إثبات نفسك، كن أنت فقط.
- انسحب في الوقت المناسب!
مقالات ذات صلة

السرير مش ساحة حرب!
376 0مؤخرا طول الوقت بنتكلم عن اهمية تغيير صورة المرأة في نظر الرجالة كحل للعنف الاسري و العنف ضد المرأة ...

كيف بدأت لعبة "شد الحبل"؟
241 0أشعر في كثير من الأوقات بأنني أبذل جهودًا كبيرة للتعامل مع بعض الأشخاص في حياتي. في بداية الأمر، ظنن...

يوميات أم محبطة
3036 0طيب، زي ما انتم غالبا قريتوا عني،انا النموذج التقليدي للأم اللي قاعدة في البيت.

كتاب «كيف تلتئم .. عن الأمومة و أشباحها»
994 0إذا كانت أمك بالغة الحنان فربما تريدين أن تكوني مثلها وربما تشعرين بالذنب لأنك لا تستطيعين ذلك. إذا ...
شكراً لك
شكرا علي تفاعلكم معنا. هنراجع الكومنت و ننشره خلال ٢٤ ساعة.
The form contains errors