كتاب «كيف تلتئم .. عن الأمومة و أشباحها»
"إذا كانت أمك بالغة الحنان فربما تريدين أن تكوني مثلها وربما تشعرين بالذنب لأنك لا تستطيعين ذلك. إذا كنت مشروع أمك الأول الذي استثمرت فيه كل ما تملك لتكوني كما تريد فقد تكررين نفس الاستثمار مع طفلك، أو قد تراقبين نفسك حتى لا تعذبيه - أنت التي تعذبت لتتحرري من طموحات أمك."
قليلة هي الكتب التي تتحدث عن الأمومة ولكن هذا الكتاب تناول موضوع الأمومة بشكل مختلف يجعله متفرداً وسط كل الكتب الأخرى، هذا الكتاب ليس شعراً ، نصاً ، أو تنظيراً أنما هو نوع مختلف تماماُ عن كل ما قرأت. تحكي إيمان مرسال عن حياتها كأم و عن قصص لأمهات اخرى من خلال ما كتبوا ، تحكي عن كيف قدمت الأم عبر الصورة الفوتوغرافية و كيف كانت شبحاً في صور أبنائها و كيف كانت صور الأم أيقونة و اداة للعديد من المراحل في أكثر من دولة.
- الأمومة في المتن العام و الهامش
الأمومة في المتن العام هي الامومة في نظر المجتمع، الأم المثالية، المقدسة ، المضحية وانحصار دورها في تكوين الطفل و لكن ليس هذا ما يقدمه لنا الكتاب، إنما يقدم الأمومة في الهامش وهي المسافة بين الصورة المثالية في المتن العام و صورتها الحقيقية و ما تمر به كل يوم مع طفلها و كيف لكلمات مثل "إبنك وزنة أقل من اللازم , ابنك يحتاج إلى حنان أكثر" تربي المخاوف في نفس الأم لأنها أصبحت تنظر إلى نفسها من خلال صورة الأم المثالية الموجودة في المتن العام والخبرة العامة وليس من خلال خبرتها المغلقة ، و تعرض إيمان مرسال كيف أن هذه الصورة تجعل الأمهات جميعاً يشتركن في شعور واحد و هو شعور الذنب، ذلك الظل الخفي للأمومة إما تجاه نفسها او تجاه أطفالها.
"أذا تعارك تمساح مع سمكة قرش من سينتصر؟"
"لا اعرف, من سينتصر في رأيك؟"
"الديناصور طبعاً"
إذا كان هناك صراع بين ذات الام و ذات طفلها فلن ينتصر أحدهما, سينتصر الديناصور طبعاً؛ (إنه الذنب)
- الأمومة و الفوتوغرافية
ثم تعرض لنا الأمومة في شكل مختلف جداً و هي الامومة في الفوتوغرافية. فتعرض لنا أمهات طمسن هويتهن أمام الكاميرا من أجل هدف مشترك وهو أن يظهر رضعهن مستقلين و مركزيين في الصورة ، فتلبس الأم ستارة او ملاية و تختفي ليظهر هذا الكائن و تكون هي مجرد خلفية.
- يوميات
في آخر فصلين في الكتاب تطرق ايمان إلي تفاصيل حميمية جداً في علاقتها مع أمها المتوفيه و علاقتها مع إبنها يوسف المصاب بالاكتئاب فتحكي عن الصورة الوحيدة التي تجمعها بأمها التي فقدتها و هي عمرها سبع سنوات فقط و كيف أنها عندما تنظر إلي هذه الصورة لا ترى أمها ابداً و لكن تراها في فناجيل القهوة و الكنافا التي كانت تحيكها بشكل عصفور و كيف أنها ترى أمها في عيون الطائر ولكن عندما تراها في الصورة التي جمعتهم سوياً تراها كشبح
و من خلال معاناتها بفقد أمها تعيش إيمان الخوف من فقد ابنها يوسف الذي كتبت هذا الكتاب في الأساس لتفهمه و تفهم كيف ينظر إليها كأم
"قلت له: "لمَ لا تنام يا حبيبي؟" قال: "هناك فراشة تطير في رأسي وتمنعني من النوم". سألته إذا كانت هي نفس الفراشة التي قال منذ أيام إنها تطير في قلبه وتجعله خائفاً، فقال: "هي فراشة أخرى أو ربما هي نفس الفراشة ولكنها تنتقل بين رأسي وقلبي ومعدتي"
هذا الكتاب الصغير بحجم الكف المكون من 140 صفحة و المليء بالكثير و الكثير من التفاصيل جعلني أبكي ، جعلني أفهم أكثر عن معاناة أغلب الأمهات التي تحاصرهم فكرة الأمومة التي رسمها المجتمع في فكرة العطاء المبالغ دون النظر إلي أنسانيه الأم دون النظر إلي مشاعرها إلى كونها أنسانه لها طموحها وأحلامها وأمانيها وحتى انانيتها، أنسانه من الممكن لها أن تخطأ إن تفشل وإن تسقط في دوامة اكتئاب لا تستطيع الخروج منها .
- إيمان مرسال - شاعره مصريه، صدر لها خمسة دواوين شعرية، كان آخرهم «كيف أتخلى عن فكرة البيوت» عن شرقيات والتنوير عام 2013، حاصلة على الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة القاهرة، تعمل أستاذًا مساعدًا للأدب العربي في جامعة ألبرتا بكندا.
مقالات ذات صلة

10نصائح لسيدات الاعمال لتحقيق اهدافهم
2236 0مفيش شك ان تحديد الاهداف ضروري للسعي وراء الانجازات والتطور في كل جوانب الحياة ، لنها بتحدد خريطه لن...

كيف تجعلين بيتك أكثر دفئاً
853 0من أحلى المجاملات اللي ممكن تتقالك لما حد يدخل بيتك هي ان " بيتك دافي جداً " مبقناش نتكلم عن ستايل ا...

الستات برضه بتعرف تسوق
3663 0علي مر الزمن الستات اشتغلت كل حاجة يقدر الراجل يشتغلها بالرغم من الاعتقاد الخاطئ ان في مجالات متنفعش...

هل ممكن الولد والبنت يبقوا بيست فريندس؟
373 0كلنا عدينا بمرحلة إنه بتيجي علينا فترة نقرب من ولد لدرجة إنه بيقدر يحتل كل جزء في يومنا ولكن بشكل جم...
شكراً لك
شكرا علي تفاعلكم معنا. هنراجع الكومنت و ننشره خلال ٢٤ ساعة.
The form contains errors