جسمى بيتكلم!
بنعيش حياتنا واحنا بنتعامل مع جسمنا انه مجرد أداه لتنفيذ مهامنا اليومية. ومبننتبهش لحظة اننا نسمعه ونعرف هو عاوز يوصلنا رسايل مضمونها ايه؟
والحالة الوحيدة اللى ممكن نسمع فيها جسمنا لما يمرض ويتألم، وحتى السمع وقتها بيبقى غرضه اننا نخف ونرجع تانى ف دايرة الحياة اليومية والتعامل مع الجسم علي انه آله.
من شهور تعرضت لألم شديد جدا ف ضهرى ونتج عن ده بعد فحوصات ولف كتير على دكاترة انى مضطرة أعمل عملية في العمود الفقري. والصدمة مكنتش لانى هتعرض للعملية دى ولا للألم المتوقع والتعافي اللى هياخد مش أقل من سنة، الصدمة كانت كلام الطبيب اللى بلغنى ان تحسني مرتبط بأني أعرف أماكن الألم كل يوم ف جسمى وانتبه ايه واجعنى تحديدا وأوصف الألم. وان بناءا على اللى هيعرفه منى يوميا في المستشفى هيكمل بروتوكول علاجى!
ولأول مره ف حياتى اشيل مسئولية جسمى وصحتى بالكامل بشكل مختلف تماما عن اللى عيشته ف أى تعب ومرض اتعرضت له، وبقي مطالبة اسمع جسمى وأبلغ كمان هو بيقول ايه!
بعد تقبل الصدمة دى بدأت أتابع مع سايكوثيرابيست وطلبت منه يساعدنى اسمع جسمى. حسيت بالغربة الشديدة عن جسمى لدرجة انى محتاجة مساعدة عشان اقدر اتواصل معاه، وفعلا بدأت انتظم معاه فى الجلسات وبدأت اتعلم ازاى اسمع كل عضو فى جسمى وأنتبه للألم شكله عامل ازاى جوايا وأوصفه صح للطبيب. وقبل دخولى العملية بيوم خوفت جدا وحسيت فجأة انى مش سامعه جسمى وكل اللى سامعاه تشويش!
حاولت أهدى وأرجع اسمعه من تانى ونجحت ف ده وعملت العملية. ولأول مره في حياتى أحس الألم لاخر جزء فيه و مهربش منه. وفى عز الألم الشديد اقدر أركز ايه واجعنى بالظبط و واجعنى ازاى؟ وأبلغ الطبيب بيه يوميا. واكتشفت انى نجحت في انى اسمع جسمى وبدأت رحلة التعافى.
بعد الخروج من المستشفى اتطور سمعى لجسمى وبقيت أعرف جسمى عاوز ياكل ايه؟ وايه رافضه؟ وايه محتاجه فعلا دلوقتى عشان يقدر يكمل التعافى؟ وكانت المفاجأة ان جسمى طلب يأكل لحمه مفرومه! كنت قطعتها من مراهقتي تقريبا بس هو رجع يطلبها. وبقيت استمتع بطعمها ومتضايقش منها، ورجع يطلب الخَس وبرضه كنت قطعته من سنين كتير. واكتشفت ان جسمى كمان بيطلب يرتاح بشكل معين فى النوم والجلوس والمشي وفعلا لما بنفذ اللى بيطلبه برتاح والألم بيقل! ودى كانت مفاجأة بالنسبة لى انى بقيت قادرة اسمع جسمى وانفذله اللى بيطلبه وارتاح.
وكملت رحلة التعافي وبعد شهرين تقريبا لقيت ان جسمى بيطلب أكل معين ويرفض أكل تانى كنت بحبه. واكتشفت انى مصابه بالجوع العاطفي، وانى كنت باكل قبل كده حسب مشاعرى ما تطلب مش حسب ما جسمى يطلب. وبدأ جزء جديد في رحلتى وقريت عن الجوع العاطفي و التغذية الحدسية. وبقيت أحاول كل يوم وكل لحظه اسمع جسمى، وفي لحظات الغضب والحزن الشديد بقع وباكل اكل عاطفى، لكن برجع من تانى استعيد سمعى لجسمى وادخله الأكل اللى محتاجه فعلا.
وعرفت بعد رحلة دامت لخمس شهور ولسه مكملة ان الجسم بيتكلم و بيبعت رسايل وبيطلب كل حاجة تريحه وبالتالى نرتاح وميوصلش لأنه يمرض عشان ننتبه له. وإن أقل حاجة نقدمها لجسمنا اللى شايلنا عمرنا كله أننا نسمعه ونراعيه بدافع الحب مش الخوف. وان سماعنا لجسمنا هيعرفنا كتير عن نفوسنا ويعرفنا إجابات أسئلة بنسعى كتير عشان نلاقيها وهى جوانا وبتطلع لنا بس احنا اللى مش سامعين. الرحلة طويلة وهتدوم لأخر العمر، ولسه الكلام عن اللى عيشته مخلصش وهنكمله المرة الجاية.
مقالات ذات صلة

الجواز،بين الأساطير والحقيقة المخفية
2529 0من وانتي صغيرة،ومن أول ما بتبتدي تفهمي الكارتون،بتبدي تحلمي بالأمير الوسيم،الأمير الي هيحارب عشانك ا...

من موظفة في مجال التنمية لطاهية عالمية.. رحلة كلها شغف مع الشيف دينا حمدي!
569 0كلنا بنقضي حياتنا بنحاول نعرف شكل مستقبلنا ويا ترى هنبقى ايه لما نكبر. كل مجهودات الطفولة والشباب بت...

من يوميات شابة في السبعين/ حكايتى مع الزمان
2842 0النهاردة كنت قاعدة باسمع اغنية لوردة الجزائرية اسمها حكايتي مع الزمان

الشريك الداعم.. كان سر نجاح منتجات آية مرتضى!
480 0كلنا عدينا أكيد بقعدة مع خالاتنا وجداتنا لما كانوا بينصحونا وبيدونا من خبرتهم، كانوا بيقولولنا إزاي ...
شكراً لك
شكرا علي تفاعلكم معنا. هنراجع الكومنت و ننشره خلال ٢٤ ساعة.
The form contains errors