10 فبراير 2021 794 0  

السينما المصرية هي سينما نسائية الأصل

السينما المصرية التي نقف أمامها بكل الشغف والحنين الي الماضي و الذكريات لم تكن لتظهر أمامنا بدون الجهود الكبيرة من صناع السينما , لكن على الرغم أن أول ما يأتي في أذهاننا عن مؤسسي صناعة السينما المصرية هو عدة أسماء لرجال محفورة اسمائهم في أذهاننا من خلال السينما إلا أن السينما المصرية لم تكن لتظهر أمامنا بدون الجهود النسائية لصناعتها ,
فأغلب الأسماء كانت من النساء اللاتي اشتغلن في التمثيل والإخراج والتأليف والإنتاج فنرى منهن من وصفت بأنها حققت ما لم يستطع الرجل أن يحققوا و منهن من تلقى أهلها العزاء بها بعد قرار دخولها عالم السينما و منهن من هاجرت من بلادها لمصر لتحقيق تاريخ حافل للسينما المصرية: 1. عزيزة أمير ( 1901- 1952) : لقبت بـ أم السينما المصرية ,
فهي أول سيدة مصرية اشتغلت في السينما أنتجت وأخرجت و مثلت فيلم (ليلى) أول فيلم إنتاج سينمائي مصري و أول فيلم مصري صامت طويل ؛ كان يدور حول كيف ان الاجنبي يؤثر سلبياً على حياة المصري بشكل يصل الى تعريض حياته للدمار , و في يوم العرض الأول للفيلم حضر طلعت باشا حرب و قال لها جملة من أشهر الجمل في تاريخ السينما المصرية " لقد حققت يا سيدتي ما لم يستطع الرجال أن يفعلون" عزيزة أمير لم تتوقف عن العمل في السينما حتى آخر يوم في حياتها .

2. بهيجة حافظ ( 1908- 1983) : أبنة إسماعيل باشا حافظ الذي تلقى العزاء بها بعد دخولها عالم التمثيل بفيلم (زينب) أول فيلم روائي صامت.
بهيجة الممثلة و المخرجة و الكاتبة و محررة الأفلام و مصممة الأزياء و أول امرأة قامت بتأليف الموسيقى التصويرية للأفلام في السينما المصرية. خسرت بهيجة كل ثروتها في إنتاج فيلم (ليلى بنت الصحراء) أول فيلم تاريخي ملحمي مصري الذي كان يتناول الصراع بين الشعب العربي و الفارسي ولكن تم وقف عرضه بعد فترة قصيرة بأمر من الملك فاروق ؛ لأن عرضه كان متزامناً مع زواج الأميرة فوزية بشاه إيران.
و على الرغم من نجاحها و كثرة الاصدقاء من حولها الا انها عانت من الوحدة لدرجة أنه تم اكتشاف وفاتها بعد يومين من وقوعها.

3. فاطمة رشدي(1908-1996) : أكتشفها المبدع المسرحي أمين عطا ورشحها لدور صغير فكسبت حب الجمهور لها و دعمها سيد درويش وألحقها بفرقته من بعدها توالت نجاحاتها حتى التحقت بفرقة يوسف بك وهبي بمسرح رمسيس و لكنها لم تكتفي بذلك و انشأت فرقتها الخاصة لتكون بذلك أول فرقة تحمل اسم امرأة.
عملت فاطمة في المسرح لفترة طويلة فقدمت عدد كبير من الروايات , كان من انجحهم روايات الأديب العالمي "نجيب محفوظ" و دخلت مجال السينما فمثلت و اخرجت فيلم (الزواج) أول فيلم مصري من إخراج نسائي , و قامت ببطولة فيلم العزيمة الذي يعد من أهم 10 أفلام في تاريخ السينما المصرية. قدمت فاطمة رشدي 21 فيلم للسينما و 200 رواية للمسرح حتى أطلق عليها " سارة برنار الشرق" 4. امينة محمد (1908-1985) : هي خالة الفنانة أمينة رزق انتقلوا سوياً من طنطا للقاهرة,
فبدأت أمينة مسيرتها الفنية بالعمل كراقصة استعراضية في مطعم ليدو حتى وصلت إلي كباريه فولي بيرجر في باريس أمينة الفريدة و الشجاعة التي استلفت 17 جنية من ابنة اختها لإنتاج أول فيلم مصري يعمل به فنانون هواة من الشباب وهو فيلم "تيتا و ونج" أول فيلم مصري مستقل , قامت بتصويره فوق السطوح و غزت به الصين.
الطريف في هذا الفيلم هو أن من ضمن المتقدمين الهواة لبطولة هذا الفيلم كان الرئيس أنور السادات الذي أرسل خطاباً للشركة يقول "قوامي نحيل, جسمي ممشوق, و تقاطيعي متناسقة" لكنه لم يكن يتناسب مع شكل البطل الذي فرضته هووليود في هذه الفترة فرفضته.

5. آسيا داغر (1901-1986) : هاجرت من لبنان للقاهرة لتحقق تاريخ جديد للسينما المصرية , ظهرت أول مرة في دور ثانوي في فيلم ليلى حتى انتهت بإنشاء شركة الإنتاج الخاصة بها "لوتس فيلم" أطول شركات الإنتاج عمراً في مصر فأنتجت أكثر أفلام مصر شهرة و ملحمية مثل (رد قلبي) , (النصر صلاح الدين) , ( يوميات نائب في الأرياف ) و غيرها ..
آسيا ظلت تعمل في السينما 40 سنه متواصله حتى أصبحت المنتجة الأشهر في تاريخ السينما المصرية .

6. ماري كويني ( 1916-2003) : هاجرت مع خالتها آسيا داغر وهي في التاسعة من عمرها و رشحها المخرج وداد عرفي لتمثيل فيلم ( غادة الصحراء ) إخراج أحمد جلال , فوقعت في حب جلال وانتهى الأمر بالزواج و بعد زواجهم بعامين افتتحوا سوياً استديو جلال أول استديو أدخل الألوان للافلام في مصر . ماري رغم حبها للتمثيل إلا أنها تفرغت للانتاج حتى نهاية حياتها. و هذه هي حكاية رائدات السينما المصرية التي جمعهم الشجاعة و القوة و الإصرار لتحقيق هدف واحد وهو وجود فيلماً مصرياً مئة بالمئة .