سر الرقم ٢٨
سر الرقم ٢٨
تستيقظ صباحًا في يوم دافئ في عام ٢٠٢٤. بعد القيام بطقوسك المعتادة في بداية كل يوم وتحضير قهوتك، تبدأ في تصفح الصحف اليومية، يلفت نظرك تاريخ اليوم ٢٩ فبراير ٢٠٢٤. مضي وقت طويل منذ شاهدت هذا التاريخ، كان ذلك عام ٢٠٢٠. تنظر في مفكرتك لترى ماذا يحمل لك هذا اليوم من السنة الكبيسة من أعمال لتنجزها. تصيبك الدهشة حين تدرك أنه يوم مولدك. بالتأكيد لا عجب من أن تنسي ذلك، فهذا اليوم الذي يأتي كل ٤ أعوام! في الحقيقة هو سؤال لطالما طرأ في أذهاننا، لماذا شهر فبراير ذو ال ٢٨ يوم هو الأقصر في السنة؟ ودعني أخبرك أنها قصة طويلة بدأت منذ عهد الدولة الرومانية القديمة. تبدأ تلك الحكاية بإتباع التقويم الروماني دورة القمر حول الأرض. فكانت السنة تتكون من ١٠ شهور فقط، تبدأ من شهر مارس وتنتهي بشهر ديسمبر وتتوزع فصول الصيف والربيع والخريف فيما بينها. أما عن فصل الشتاء فلم يكن يتم حساب أيامه؛ نظرًا لأنه الموسم الذي تتوقف الزراعة، فكان الهم الوحيد للسكان هو توفير سبل العيش في تلك الفترة من السنة. ثم جاء الأمبراطور الروماني نوما بومبيليوس بفكرة جديدة وهي إضافة شهرين إلى السنة لتصبح ١٢ شهر ب ١٢ دورة قمر. وبما أن الأرقام الزوجية تجلب الحظ السيء وفقًا لمعتقدات الرومان، تم إنقاص يوم من كل الشهور التي تحمل أيام زوجية. وبعد بعض العمليات الحسابية ،ليس من المهم معرفتها، تم إضافة شهريين جديدين ،هما يناير وفبراير، في أخر التقويم الروماني، وكان فبراير أخر شهر بالعام ويحمل ٢٨ يوم. يتبادر إلى ذهنك سؤال بديهي، أليس ٢٨ رقم زوجي؟ أجيبك نعم. ولكن تكمن الحكمة في الإبقاء على فبراير ٢٨ يوم، إلى أنه كان يحمل اسم فيبراريوس ،إله النقاء عند الرومان، وكان الشهر مرتبطًا ببعض الطقوس القديمة لتطهير الروح. بالإضافة إلى أنه أخر شهر في السنة، فلا بأس بذلك. ولكن مع مرور السنوات وتعاقب الفصول اختل التقويم، وجاءت بعض الأيام في غير فصولها. ظل الوضع يتعقد حتى جاء يوليوس قيصر وأنهى هذه الأزمة، واستبدل التقويم القمري بالتقويم الشمسي الذي يتبع في حسابه دورة الأرض حول الشمس. وأصبح شهرا يناير وفبراير في أول التقويم ووصل عدد أيام السنة ل ٣٦٥ يوم وربع. وظل شهر فبراير ٢٨ يوم. وتقديرًا لمساهمتهما في إنهاء هذا قضية التقويم الجدلية تم تسمية شهرا يوليو وأغسطس باسما يوليوس قيصر وخليفته أغسطس قصير تمجيدًا لهما. وهكذا هى حكاية شهر فبراير. أما فيما يخص يوم ٢٩ فبراير الذي يأتي كل أربعة أعوام، فهو نتيجة لتجميع كل ربع يوم من السنوات التي تسبق السنة الكبيسة. ورجوعًا لك يوم ٢٩ فبراير ٢٠٢٤، فلا تقلق لن تحتفل بيوم مولدك وحيدًا، ذلك لأن حوالي ٤ مليون من سكان العالم ولدوا بهذا اليوم، ليكبروا مرة كل أربعة أعوام.
مقالات ذات صلة

ازاي تريحي و تتبسطي في الحظر
1228 0وباء الكورونا الجديد جالنا بهدية، ادانا وقت. معظمنا دلوقتي يا بيشتغل من البيت يا بينزل يومين او تلات...

موضات الفضة اللي مش بتقدم أبداً
3483 0الفضة بتعتبر اختيار رائع لو بتدوري علي الأكسسورارت الراقية لأنها صمدت أمام الزمن وفضلت محافظةة علي ق...

كُلي كـ.. الفرنسية
1646 0اليوم نطير لأحد البلاد المفضلة بالنسبة لي ؛ و السبب في حبي لها هو مطبخها , الفرنسيون يستمتعون حقاً ...

نصايح للبس لازم تعرفها كل بنت
2002 0كل بنت هدفها ان يكون شكلها حلو طول الوقت،ودي مش دايماً بتكون مهمة سهلة. عشان كده جمعنالك شوية نصايح...
شكراً لك
شكرا علي تفاعلكم معنا. هنراجع الكومنت و ننشره خلال ٢٤ ساعة.
The form contains errors