08 سبتمبر 2022 372 0  

كالعادة كل فترة بتحصل خناقة كبيرة بين الستات والرجالة، وبتتحول السوشيال ميديا لساحات من النقاشات والجدالات بس كل واحد بيتناقش في وادي مختلف. الموضوع المرة دي على الإلزام والمسؤوليات في الجواز. القصة بدأت لما السوشيال ميديا أخدت جزء من تصريح للمحامية المصرية نهاد أبو القمصان، اللي بتقول فيه إن الست غير ملزمة بإرضاع أطفالها، ولو عملت ده يبقى المفروض تحصل على أجر في المقابل، وقالت كمان إن كلامها ده بناءًا على اللي القرآن ذكره في سورتي "البقرة" و "الطلاق".

خلينا متفقين إن شكل الحياة بيتغير كتير عن زمان، والناس كمان تفكيرها بيتغير، زي إن الستات والبنات بقوا واعيين أكتر بفكرة الطموح والشغل لفكرة الطموح نفسها أو لفكرة زيادة الدخل، هنلاقي ده كتير لو قارننا بين نسبة الستات العاملات حاليًا ونسبة الستات العاملات من خمسين سنة مثلًا. بنلاقي إن النسبة زادت جدًا. يعني في امريكا مركز بيو للأبحاث قال إن نسبة الأسر اللي فيها الوالدين بيشتغلوا في وظائف بدوام كامل وصلت حاليًا لـ 46% مقارنةً بسنة 1970 لما كانت النسبة 31%. وبحسب استطلاع رأي اتعمل، قال إن في الأسر اللي الوالدين فيها بيشتغلوا بدوام كامل، إن مسؤوليات البيت بتتقسم بالتساوي بين الطرفين.

دور الأب اتغير بشكل كبير في العالم كله بسبب الأسر اللي فيها الوالدين بيشتغلوا، وده خلى بقى فيه فكرة تقسيم العمل في البيت، فبقى ليه دور أكبر في المشاركة في الأعمال المنزلية بجانب عمله الخاص، زي الأم بالظبط. والتغيير ده أثر بشكل كبير على مشاعر الرضا بين الزوجين وتربية أطفال أسوياء، وده بناءًا على كلام دكتور هيلين إيجر، المؤسس المشارك والمسؤول الطبي في مؤسسة Little Otter، المنصة الرقمية للصحة العقلية للأطفال.

وبالرغم من زيادة نسبة الستات العاملات، بيفضل الوضع في المجتمع الشرقي مختلف، فعادةً الست بتبقى بين إنها محتاجة تحقق حاجة لنفسها، محتاجة تشتغل وتنجح، وبين إن مسؤوليات البيت بتبقى عليها بالكامل زي التربية، مشاوير الأولاد، الطبخ، التنضيف، وحاجات تانية كتير، ولما بنبص لدور الأب فبنلاقي إنه مصدر للفلوس وبس، وده مش تقليل من الصعوبات اللي جايز يقابلها الأب عشان يعيش أولاده في مستوى كويس، ولكن ده أكيد مش كل حاجة ومش المعنى الكامل لمهام الأب، فبالتالي بتبدأ الست هي اللي تقدم تنازلات عشان تقدر تعمل كل ده، وعلى الجانب الآخر، الأب بيفقد الحميمية والحب والقرب مع أولاده. ومن هنا بتبدأ صراعات تانية في مجتمعنا، إنه قد ايه الست نكدية، وقد ايه الراجل بالنسبة لأسرته مجرد ATM.


أساس الجواز هي فكرة التعاون، الطرفين بيتعاونوا عشان ينجحوا علاقتهم ويعيشوا أيام سعيدة، ويربوا أطفالهم كمان لو قرروا يخلفوا، وهنا التحديات بتكون أكبر لو فيه أطفال، وكعادة المجتمع الشرقي بيحط للأم مسؤوليات أتقل بكتير في حين إن الراجل هو اللي بيختار يحط نفسه في خانة إنه مصدر للفلوس وبس، وبيتجاهل مسؤولياته في التربية زي الاحتواء، النصح، تعليم الأطفال بعض الأنشطة، وإنه على الأقل يخصص وقت لأولاده.



الست مش ملزمة، والراجل مش ملزم، بس لو فيه أطفال وفيه حياة فالاتنين ملزمين يوفروا ليهم كل اللي يحتاجوه عشان يعيشوا حياة آمنة وسوية، بالمشاركة وبالتعاون من غير ما طرف من الاتنين ييجي عالتاني وعلى راحته.

الجواز عمره ما كان ساحة معركة، بالعكس، الجواز بيت وسكون وحياة تانية مبنية على الحب والصبر ورصيد كبير من التسامح. لو كل حاجة هتتحسب بالقلم والورقة يبقى الحياة أكيد هتبقى أصعب بكتير!
فكرة شريك الحياة عمومًا جاية من إن فيه شخص حقيقي يشاركك الحياة والطموح والأحلام، مش يقضي على جزء منهم عشان مفهوم الأسرة السائد بشكلٍ ما في المجتمع. كل أسرة ظروفها مختلفة عن التانية، وكل أب وأم قدراتهم مختلفة عن أي أب وأم تانيين، الحل المنطقي والمريح هنا هو إننا نسهل على بعض الحياة ونوفر لبعض الحاجات اللي تخلينا نعمل مسؤولياتنا تجاه نفسنا، وتجاه أولادنا وكمان تجاه بعض.