لماذا أشعر بالتعاسة بعد يوم طويل من السعادة؟

"ذهبت مع أحد أصدقائي إلى إحدى صالات الألعاب أو ما يسمونها Arcade، لعبت كثيراً حتى أرهقت من كثرة اللعب والمرح، الإبتسامة لم تفارق وجهي حينها.
لعبنا وبعدها ذهبنا لتناول الطعام حيث إنني من كثرة اللعب نسيت إنني لم أكل منذ الصباح، طلبت البيتزا بالبيبروني والجبن والتي بالمناسبة أعشقها وبعدها ذهبت لتناول الأيس كريم و تنزهنا سوياً في المول بعدها ذهبت إلى المنزل احتضنت أمي وسلمت على أخوتي وحكيت لهم عن يومي، وبعدها ذهبت إلى غرفتي لأشاهد حلقة من حلقات مسلسلي المفضل، ولكنني فاجأه لم اتمالك نفسي وبكيت كما لم أبكي من قبل، أجهشت بالبكاء حد النواح وكنت أثناء بكائي افكر لما ابكي وانا التي كنت أحلق من السعادة في بداية اليوم، ولم أعرف الإجابة!" سارة 22 سنة.

الشعور بالحزن الشديد بعد الفرح قد تكون حالة تمر بها من فترة لأخرى أو حالة مستمرة في كل مرة تشعر بها بالفرح تحزن كثيراً، إذا كانت حالتك هي الثانية فأنصحك بزياة إخصائي نفسي للمساعدة.

أما إذا كان الأول فدعونا نتغلغل وسط الأسباب التي تجعلنا نشعر بذلك الإحساس.

لماذا نمر بذلك الشعور؟

تقول سارة إنها كانت تعاني من الضغط النفسي خلال شهورها السابقة، لكنها كانت تعاند ذلك الشعور وتقول لنفسها إنها بخير، إن كل شيء سيكون على ما يرام، وانغلقت على نفسها حتى لا تضيف المزيد من الطاقة السلبية على من حولها، كانت تفكر إنها بهذا ستكون أفضل وإنها إذا تمالكت نفسها و خرجت و شغلت وقتها ستكون بخير.

الضغط النفسي والعصبي لفترة كبيرة من الزمن مع الكتمان يولد مشاعر سيئة تنتظر الفرصة المناسبة لتخرج وتبوح عن نفسها. من الممكن أن تخرج في شكل عصبية مفرطة، عصبية على أتفه الأشياء فاذا قال لك احدهم مثلًا صباح الخير بنبرة لا تعجبك قد تنفعل كثيراً بسبب ذلك مع أنه شيء صغير.
وليس من الشرط ان تكون العصبية انفعال ملحوظ للغير، فقد تكون العصبية داخل نفسك فتصبح ناقم اكثر على ما تفعله وعلى نفسك وعلى حياتك فيزداد الأمر سوء.
قد يظهر ايضًا أثر الضغط النفسي والكتمان نتيجة أشياء أخرى، مثلًا فأنك تقوم بإخفاء مشاعرك لفترة طويلة وإذا جاء لك كوب الشاي بدون سكر قد تبكي بكاء شديد وقد تقول لنفسك إن هذا شيء صغير لا يحتاج كل هذا البكاء فتبكي أكثر على حالتك.
أو كمثل صاحبتنا سارة، عندما فرحت كثيراً في هذا اليوم وعندما وصلت إلى بيتها لم تتمالك نفسها وبكت كما لم تبكي من قبل، ليس لأنها تشعر إنها لا تستحق السعادة ولكن لأنها كتمت مشاعرها لفترة طويلة بسبب الضغط، فمشاعرها أباحت نفسها.

الضغط ليس السبب الوحيد قد تكون في الأصل متقلب المزاج أو تعاني من اضطراب ثنائي القطب لذلك إذا لم تكن تمر بفترة من الضغط النفسي تأكد من زيارتك للطبيب للمساعدة.

ماذا نفعل لكي لا نمر بذلك الشعور؟

لن أقول لك إن كل مر سيمر وإن كل شيء سيء سيتبعه نهاية سعيدة، نحن لسنا في الصف الثالث الإعدادي، إن الدنيا دار شقاء كتبت علينا هكذا من أول يوم، سيكون بها أيام سعيدة وأيام أخرى حزينة كالكرب يجب أن نتقبل هذه الحقيقة اولاً حتى لا نتعامل مع الحياة بسطحية قد تجعلنا ننقم على حياتنا ونعيش في حالات تشاؤم دائمة بسبب التفكير بأنه لماذا يحدث معي كل هذا؟ لماذا انا من بين جميع الأشخاص الذي يمر بكل هذه المشاكل مع بعضها، فيجعلك هذا التشاؤم غير قادر على رؤية الخير و النعم في حياتك نتيجة الغضب الشديد الكامن داخلك.

لذا تقبل اولاً إن ما يحدث لك في حياتك هو طبيعي لإن هذه هي الدنيا

ثانيًا لا تكتم كل ما تمر به داخلك، إن الكتمان يجعلك تشعر بالغضب ويجعلك تشعر بالضغط النفسي
تحدث إلى صديق تثق به هذا يقلل من الضغط النفسي لإننا نفرغ ما بداخلنا أولاً بأول
من الممكن أيضًا أن تكتب ما تمر به خلال يومك، إن الكتابة تساعد على تفريغ المشاعر وايضًا تجعلك تتذكر ما مررت به وكيف تجاوزته وتساعدك على تذكر أيامك السعيدة فعندما تنظر إليها تعلم إن في حياتك السيء والجيد، واثناء الكتابة لن تشعر بالحرج من أفكارك.

من الممكن أيضًا ان تمارس الرياضة ، وليس المقصود هنا صالة الجيم فقط، فيمكنك ان ترقص، تجري، تذهب للمشي وحدك مع سماع الموسيقى 

ومن الممكن أيضًا أن تجربي اليوغا لأنها تساعدك على تنظيم التنفس مما يزيل التوتر والقلق من الجسم وايضًا تجعلك أكثر هدوءاً سواء نفسيًا او جسديًا.

إذا لم تشعر مع أي من هذه الوسائل بالراحة، جرب ان تزور الطبيب فأحيانًا طرق العناية الفردية لا تحقق المطلوب.

     اقرأ أيضًا:

لماذا تبقى النساء في الزيجات العنيفة؟

6 طرق فعالة لقول لا!

كيف بدأت لعبة "شد الحبل"؟

بادي باتر