لماذا تبقى النساء في الزيجات العنيفة؟
"طلبت الطلاق بعد 13 عامًا من العنف النفسي والجسدي. كان يضربني كل يوم تقريبًا مستخدمًا آلات حادة، أو أي أداة تأتي بين يديه. تسبب ذلك في فتحة عميقة في وجهي بالقرب من عيني اليسرى، تسبب في سقوط جزء من أسناني. وترك خطًا طويلًا في ساقي، امتلأ بالدماء سابقًا، وندبات في باقي جسدي. غير معدودة.
كانت الأسباب معتادة في البيوت المصرية، الأموال، الإنفاق على الأطفال، الطعام، كيفية إنفاق مالي الخاص. وبعد 13 عامًا، تركته وقررت أن أبدأ من جديد في أجواء صحية لتربية أطفالي."
قالتها مريم، 33 عامًا. بينما أثار الضرب توجد بشكل ما في وجهها.
تسائلتُ كثيرًا عن أسباب بقاء النساء في علاقة زواج عنيفة. وأفكر، لماذا لا ترحلن من أول صفعة؟ لماذا لا تتخذن موقفًا مع أول خلاف، ليعلم كل طرف من الزوجين حدوده جيدًا؟ ظننت أن الأمر سهلًا، وأن تلك القرارات يمكن أن تؤخذ في بضع ثوانِ، بينما هي في الحقيقة، يمكنها أن تكلفك عمرًا.
قرأت قبل أيام رواية "إنها تنتهي بنا"، للكاتبة كولين هوفر. فكانت القصة تبرز حياة الفتاة "ليلي بلووم" التي تعيش في بيئة سامة بسبب والدها، الذي كان يضرب أمها يوميًا على أسباب تافهة. بالمناسبة، لا توجد أسباب حتى وإن كانت كبيرة تبرر أي فعل عنيف. فكان والد ليلي، يستخدم العنف مع أمها، يمكن أن يصل به الأمر لاغتصابها حتى، ويعود يعتذر ويقسم بأنه سيتغير، وبأنها كانت مجرد حادثة. كانت ليلي تكره والدها، وأحيانًا كانت تكره أمها لأنها تبقى مع رجل يجعلها تنزف يوميًا تقريبًا.
ظنت ليلي أن الأمر سهلًا، وأن الرحيل سهلًا. لكن أمها كانت لديها أسبابها، والتي لم تفهمها ليلي، إلا بعد الزواج.
لماذا قد يأخذ الأمر سنوات حتى الوصول لقرار الطلاق؟
رأيت نفسي في "ليلي" فظننت أنه سهلًا أيضًا، فما الصعوبة في ترك رجل مؤذي وعنيف؟. لكن الأمر لم يكن كذلك. بحثت عن أسباب بقاء النساء في علاقات مثل تلك، خصوصًا وأن المجلس القومي للمرأة قد اجري بحثًا عن نسب العنف ضد المرأة في السنوات الأخيرة، وأفاد بأن 75% من النساء يتعرضن للعنف في مصر. فتحدثت مع بعض النساء المعنفات وغير المعنفات عن هذا الأمر، وكانت ردودهن بأنهن لم يحببن الوضع بالتأكيد، ولكن كانت لديهن أسبابٌ أخرى يمكن سردها على النحو التالي:
- قالت مريم، إمرأة معنفة، إنه لم يكن لديها مصدر دخل ثابت يمكًنها من تربية أطفالها. والحفاظ على مستوى معيشي يناسبها. كان الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة، والكثير من الخطط، لطرده خارج حياتها للأبد.
- شريحة كبيرة من المجتمع ترى أن العنف أحيانًا جزءًا من الزواج. مبررين بأن الرجل يفقد أعصابه، وبأن معظم النساء تعرضت للضرب في السابق، لكنهن الآن سعداء. إنها طبيعة الزواج، يجب أن يتم كسر المرأة حتى تطيع زوجها.
- المجتمع ينظر للمرأة المطلقة وكأن شيئًا خاطئًا قد حل بها. ينظر إليها وكأنها منتهية الصلاحية، لا يمكنها الزواج مجددًا، لا يمكنها العيش مجددًا أبدًا.
النساء هي أسباب معاناة النساء الأخريات -أحيانًا-!
مصطلح الأبوية الذكورية، قد يبدو من اسمه وكأنه فعل يخرج من رجل فقط، لكنه اسلوب حياة بعض النساء. فبعض النساء تبررن العنف بإلقاء اللوم على النساء الأخريات وبأنهن قد قاموا باستفزاز الطرف الآخر أو أنهن السبب في العموم. يبدأن في نصح النساء بالاستمرار في العلاقة، وبأنهن قد تكّن غير مسؤولات إذا تركن الأطفال بدون أب أو إذا قمن بتخريب عشهن.
علامات تدل على أن شريكك قد يكون عنيفًا جسديًا:
- إذا كان لديه تاريخ للعنف الأسري مع عائلته، لكنه أيضًا ليس تعميمًا.
- إذا كان يتعاطى بعض المواد المخدرة.
- أن يكون نرجسيًا ويضع نفسه أولوية حتى في سبيل إلحاق الأذى بغيره.
- أن يكون سريع الغضب، ويعبر عن غضبه بركل أو تكسير الأشياء. وفي نفس الوقت إذا كان سريع الأسف بعد تصرفاته العنيفة.
المستوى التعليمي والعنف الزوجي:
التعليم يجعل الإنسان على وعي بحقوقه وواجباته، وخصوصًا النساء. وبالفعل، سجلت الأبحاث الأخيرة في هذا الشأن أن النساء الحاصلات على مؤهل جامعي فأعلى، تكنّ أقل نسبة للتعرض للعنف الزوجي بكل أنواعه.
وعلى الجانب الآخر، تتعرض الكثير من الفتيات للعنف المنزلي في شكل المنع من الدراسة والتعليم. حيث أفادت الإحصاءات الأخيرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن 22% من نساء مصر في الفئة العمرية من 25-29 عامًا، و 29.6% من البنات لا يذهبن للمدرسة بالريف. فيكبرن وهن لا يعرفن حقوقهن وواجباتهن ويصبحن أكثر عرضة للعنف الزوجي. هذا لا يعني أن النساء المتعلمات ليست معرضات لهذا النوع من العنف، لكنهم -على الأقل- مدركات أن هذا غير صحيح وغير آدمي.
لا تنتظري الأسوأ!
أعلمُ أن كل ندبة في جسدك تؤلمك، الألم نفسه الذي تشعرين به عندما تفكرين في المستقبل وكيفية الإنفاق على الأطفال. لكن هل تعلمين كم من الأشخاص في العالم لم يستطيعوا تخطي مرحلة العنف المنزلي في طفولتهم؟ كم من الأشخاص في العالم لم يستطيعوا تخطي طفولتهم من الأساس؟ إنها ضغوط نفسية تتخطى طول قامة أطفالك. إذا قام شريكك بضربك أو جرحك حتى لم تعودي تشعرين بالأمان معه، تخشين على أطفالك منه، لا تنتظري الأسوأ.
- إلجأي إلى مراكز استضافة المرأة المعنفة. تمتلك مصر 8 مراكز في أنحاء الجمهورية.
- اتصلي بالخط الساخن للمركز القومي للمرأة.
التعافي من الزيجات العنيفة:
نعلم أن التجربة كانت مؤلمة وتسببت في جروح عميقة، لكنك يمكنك البدأ من جديد! اعطي لنفسك فترة من الراحة بعيدًا عن كل تلك الأحداث التي مررتي بها. ثم ضعي النقاط التالية في الاعتبار:
- ابحثي عن مصدر للدخل، حتى تتجنبي أي ضغوطات مادية قد يمارسها زوجك عليكِ.
- استعيني باستشاري نفسي يرشدك لمواجهة الأمر وتقبله والبدء من جديد بعدها.
- املأي أوقات فراغك بعادات قديمة تحبيها، أو أنشطة تتمنين تجربتها. تلك الأمور ستساعدك في تخطي أي فرصة للشعور بالاكتئاب.
مقالات ذات صلة

ازاي تريحي و تتبسطي في الحظر
1228 0وباء الكورونا الجديد جالنا بهدية، ادانا وقت. معظمنا دلوقتي يا بيشتغل من البيت يا بينزل يومين او تلات...

بيريود! ايه الكلمة الأبيحة دي
1669 0بيريود! ايه الكلمة الأبيحة دي النهارده صحيت من النوم و بدأت أتجول في كل أبلكيشن شوية كالعادة و ...

اضطرابات الطعام..وكل اللي محتاجة تعرفيه عنها!
266 0اضطرابات الطعام..وكل اللي محتاجة تعرفيه عنها! كتير مننا سمع الجملة دى (اضطرابات الطعام) أو(Eating ...

هل الألم لازم يبقى جزء من الحياة؟
353 0هل الألم لازم يبقى جزء من الحياة؟ الإجابة آه، الألم جزء حتمي من الحياة بس اللي اكتشفته إن الألم في ...
شكراً لك
شكرا علي تفاعلكم معنا. هنراجع الكومنت و ننشره خلال ٢٤ ساعة.
The form contains errors